ما هو السبب في نجاح بعض الأشخاص و فشل الآخرين؟

ما هو السبب في نجاح بعض الأشخاص و فشل الآخرين؟

هل تساءلت يومًا لماذا لم تحقق النجاح في أمر معين بينما حققه شخص آخر، رغم أنك تملك نفس القدرات والإمكانات؟. الحقيقة هي أن النجاح ليس له تعريف واحد؛ فلكل منا رؤيته الخاصة وأهدافه التي يسعى لتحقيقها. لا يوجد مقياس ثابت للنجاح، إذ يُعدّ كل هدف يتحقق نجاحًا بحد ذاته، مهما كانت هذه الأهداف بسيطة كفقدان الوزن أو كبيرة كإطلاق مشروع جديد، فإن تحقيقها يُعتبر نجاحًا. لكن ما هو السبب في نجاح بعض الأشخاص و فشل الآخرين؟ وهذا العامل هو الالتزام.

الالتزام يعني أن تبدأ العمل، بغض النظر عن الأفكار التي تدور في ذهنك أو المشاعر التي تغمرك أو الظروف التي تمر بها. التفكير في الهدف وحده ليس نجاحًا، والشعور بالحماس لا يُعدّ نجاحًا، والتخطيط للهدف ليس نجاحًا. العمل وحده هو ما يقود إلى تحقيق الهدف. لتبسيط الأمر، عندما تعرف ما تريد وتدرك أن هذا الهدف يخصك حقًا، يصبح تحقيقه أمرًا ممكنًا. كما يقول الرومي: “ما تريده هو أيضًا يريدك. ما تبحث عنه يبحث عنك.”

معرفتك بهذه الحقيقة ستُولّد في داخلك الثقة بأن الهدف محقق لا محالة. لا أتحدث هنا عن “الإيمان” بالمفهوم التقليدي، لأن هذا المصطلح أصبح ملتبسًا مع كثرة التفسيرات؛ فالكثيرون لا يعرفون حقا معنى الإيمان. لكن ما أقصده هو الثقة بأن هذا الهدف هو لك بالفعل، وأن شعورك بالانجذاب إليه يؤكد ارتباطك به.

الإيمان الذي نعرفه الآن، هو أن تصنع قصة و سيناريو في عقلك و تحاول تصدقها، وهذا يخلق مساحة للشك. على سبيل المثال، لا تحتاج إلى القول “أؤمن بوجود الهاتف بين يدي”، لأنك تعرف أنه موجود حقًا. الإيمان الحقيقي هو الثقة، وهو شعور عميق بالارتباط بالوجود. ومن هذا الارتباط يأتي الاتصال المباشر بالهدف الذي ترغب في الوصول إليه.

هذه الثقة تمثل اتصالًا مباشرًا بالله الموجود في أعماقك، إذ يقول الله تعالى: “فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ.” عندما تدرك هذه الحقيقة وتتواصل مع ذاتك بعمق، فإنك بذلك تتصل بالله مباشرة. هذه هي الثقة، هي التعريف الصحيح للإيمان، بعيدًا عن سيناريوهات الإقناع الذاتي التي قد تدخلك في دوامة الشكوك.

عندما تبدأ أولى خطواتك نحو تحقيق هدف معين، ستواجه مجموعة من الأفكار والمشاعر المتنوعة. من المهم أن نميز بين نوعين من الأفكار: الأفكار البناءة التي تدفعك نحو الأمام، والأفكار غير البناءة التي قد تعيق تقدمك. الأفكار البناءة تمنحك الإلهام للتخطيط واتخاذ خطوات عملية نحو أهدافك، بينما تظل الأحلام مجرد تخيلات إذا لم تُتبع بأفعال ملموسة.

تذكر أن القاعدة الأساسية هي أن التصور مع العمل هو ما يُحقق الأهداف. إذا كنت تتخيل نجاحك دون اتخاذ أي خطوة، فهذا يعني أنك محاط بأوهام قد تبعدك عن تحقيق ما تريد. من جهة أخرى، الأفكار غير البناءة غالبًا ما تُزرع في ذهنك من خلال الشكوك والقلق. تتساءل: “هل أستطيع النجاح؟ هل أملك القدرات اللازمة؟ وماذا لو لم أنجح؟” هذه الأسئلة تجلب معها مشاعر الإحباط، وقد تشعر وكأنك غارق في بحر من الشكوك.

تعتبر هذه الأفكار جزءًا طبيعيًا من تجربة أي شخص يسعى لتحقيق هدف جديد، وغالبًا ما تأتي نتيجة الوساوس الداخلية التي تحاول إحباط عزيمتك. الشيطان يعرف أن لديك الرغبة في النجاح، فيستغل تلك الرغبة ليزرع فيك الشكوك. إذا استمعت إلى تلك الأصوات السلبية في رأسك ولم تفعل شيئًا لتجاوزها، فقد تتحول إلى ضحية لتلك الأفكار، مما يؤدي إلى شعورك بالعجز عن المضي قدمًا.

ومع ذلك، هل شعرت يومًا بحماسٍ قوي يملؤك عند التفكير في تحقيق هدف ما؟ هل شعرت بنشاط يجعلك كأنك قد حققت إنجازًا كبيرًا؟ لكن، كيف يمكنك أن تحول هذا الحماس إلى دافع فعلي لتحقيق ما تريده؟ يكمن السر في تحويل هذا الحماس إلى خطة عمل مدروسة تتضمن خطوات صغيرة وقابلة للتنفيذ. قم بتدوين أهدافك، وحدد الخطوات اللازمة لتحقيقها، وواجه مخاوفك بشجاعة. تجدون هنا مقال عن كتاب صناعة الواقع.: كيف تخلق عالمك بنفسك.

ما هو السبب في نجاح بعض الأشخاص و فشل الآخرين؟

المفتاح الحقيقي للنجاح في حياتنا هو أن نتعلم كيفية التعامل مع مشاعرنا بشكل صحيح. فالمشاعر، مهما كانت، ليست شيئًا ثابتًا أو موثوقًا به؛ بل هي أدوات نستخدمها لفهم تجاربنا في الحياة. التعريف العلمي للمشاعر هو أنها طاقة تمر عبر أجسادنا، وهي تعبير الجسد عن ما يفكر به العقل.

 انت تعرف ان هذا الهدف صحيح و هوالشيء الذي تريده حقا، تشعربالحماس و الإلهام للوصول، فتعمل بجد، وفي اليوم التالي، تستيقظ و لا تشعر في الرغبة للتغيير و تفقد الحماس و نفس الإيثارة .فماذا تفعل؟ تعطي مجهود أقل لانك لا تشعر بالنفس الحماس، أو تتخلى عنه بكل سهولة. هذه هي المشكلة. لأن و بكل بساطة نثق بالمشاعر التي نشعر بها. بالتالي أفعالنا تكون مبنية على مشاعرنا. وهكذا، نجد أنفسنا نتحرك في دوامة من التقلبات بين الفعل والامتناع، دون أن نتخذ قرارات متسقة مع ما نؤمن به. و نلتزم بالأفعال التي علينا القيام بها.

عندما يدرك الشيطان أننا نحقق نجاحًا في أمر ما، يسعى إلى استبدال تلك المشاعر الجيدة بمشاعر سلبية، مما يجعلنا نتخبط بين الجيد والسيء في أفعالنا. نصبح كالأشخاص الذين يتحركون بلا هدف، نذهب يمينًا ويسارًا، دون أن نكون ثابتين على ما نراه صوابًا.

لذا، عندما تعرف ما تريده حقًا، لا يجب أن تهتم بمشاعرك، سواء كانت جيدة أم سيئة. عليك أن تتذكر أن ما تقوم به هو الصواب، وأنك تعرف ما يجب فعله. هذا هو المفتاح! إذا كان لديك جدول زمني أو روتين تعرف أنه مفيد لك، فاستمر في تنفيذه بغض النظر عن مشاعرك. سواء كنت سعيدًا أو حزينًا، بصحة جيدة أو مريضًا، افعل ما يجب عليك القيام به، وانتهى الأمر.

كمثال، إذا كنت تعرف أن ممارسة الرياضة أربع مرات في الأسبوع هي أمر جيد لصحتك، فلا تتردد في القيام بذلك، سواء رغبت في فعلها أم لا. الالتزام بالروتين يحقق النتائج، والمشاعر ليست سوى أداة. اجعل من أفعالك مرآة لإرادتك وليس مجرد استجابة لمشاعرك المتقلبة.

  •  المفتاح الحقيقي هو العمل. إذا كان لديك جدول أو روتين تعلم أنه مفيد لك، فالتزم به رغم مشاعرك، رغم كل الظروف. سواء كنت تشعر بالسوء أو بالسعادة، سواء كنت مريضًا أو بصحة جيدة، استمر في تنفيذ ما يجب عليك فعله نقطة انتهى.

إليكم فيديو مميز يتناول كيفية تعزيز حب الذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *