كيف نسامح؟: الطريقة الوحيدة لتحب نفسك هي من خلال التسامح، و القاعدة الأساسية هي أنك لا تستطيع ان تحب اي شخص حتى تتعلم كيف نسامح أنفسنا والآخرين؟
المحتوى
كيف نسامح أنفسنا؟
تبدأ رحلة حب النفس بالتسامح مع نفسك بالوضع الحالي، سَوَاءً كَانَ مُرْضِيًا أَمْ لَا. إسمح لنفسك بالتقبل من أنت واسترخي من أعباء الماضي. هذا هو الفكر الأساسي الذي ينبغي أن يترسخ في عقلك. حب النفس الحقيقي لا يعني التعالي أو التفكير الأناني، بل يركز على الرحمة وقبول شخصيتك على ماهي عليه مع الرغبة في التطور الشخصي والانفتاح على التجارب الجديدة
إذا كنت تريد أن تحب نفسك، فأقترح عليك البدء بأهم خطوة، وإذا تمكنت من تحقيقها، فلن تضطر إلى ممارسة أي من الأشياء الأخرى لأنها ستأتي تلقائيًا. و هي التوقف عن الانتقادات السلبية والشعور بالذنب. تَوَقُّفٌ عَنْ اِنْتِقَادِ نَفْسِكَ ، أَفْعَالُكَ , أَقْوَالُكَ وَحَتَّى طَرِيقَةِ عَيْشِكَ. توقف عن هذا السلوك و عهد نَفْسكَ أن لا تفعل ذلك مرة أخرى. لقد انتقدت نفسك لفترة طويلة، و هذا يكفي
لا ترهب نفسك بالسلبيات على كل صغيرة و كبيرة. توقف عن تخويف نفسك بالأفكار المخيفة، فذلك يجعل المواقف أكثر سوءا. كن داعماً لنفسك و فقط. فإن كنت تمارس هذه العادة، فأنصحك بالتوقف عنها الآن. تخلى عن لوم نفسك وعن الشعور المستمر بالذنب. قد تكون قد أحدثت ضررًا في الماضي، وتشعر الآن بالذنب تجاه تلك الأفعال. لكن حقيقة شعورك بالذنب تعني أنك أصبحت أكثر وعيًا ونضجًا مما كنت عليه سابقًا. في الماضي، كنت قمت بأشياء قد تعترف الآن بأنها غير صحيحة أَوْ تَسَبَّبَتْ في المعاناة لك وللآخرين. لكن ذلك لا يعني أنك كنت على دراية كاملة بتلك الأفعال. في ذلك الوقت، كنت غير قادر على فهم ما تقوم به بشكل كامل، لأنك لم تكن واعيًا بما يكفي لتتصرف بشكل مختلف.
الآن، عليك التخلص من اللوم الذي تحمله على نفسك، والتوقف عن الشعور المستمر بالذنب. يمكنك مطالبة الأشخاص اَلَّذِينَ أَذِيَّتِهِمْ بالسماح لك، ولكن في النهاية، يجب عليك أن تسامح نفسك وتغفر لكل ما فعلته. لذا لا تحمل الماضي معك، واستمر في التقدم نحو التطور الشخصي والتغيير الإيجابي. اللوم يمكن أن يكون حلاً سهلاً لتخفيف العبء، ولكنه يجعلك تفقد السيطرة على حياتك وتعتبر نفسك ضحية للظروف والأشخاص. التخلص من المعاناة يبدأ من تحمل المسؤولية تجاه نفسك. تذكر أن القبول والتقدير لذاتك هما المفتاح لبدء رحلة حب النفس الحقيقي. لا تدع الشكوك تعترض طريقك، بل اعتني بنفسك بالشكل الذي تستحقه. ستجد في هذا المقال عن كيفية إحداث تغيير حقيقي في حياتك.
كيف نسامح الأخرين؟
بعد أن تتبنى عملية التسامح مع نفسك وتبني حبًا حقيقيًا لذاتك، يمكنك بسهولة توجيه نفسك نحو التسامح مع الآخرين. بمعنى آخر، عندما تتغلب على اللوم والذنب الذي كنت تحمله في الماضي وتعيش بسلام داخليًا، يمكنك بدء عملية التسامح مع من جرحوك في الماضي
هل تلاحظ أن هذا الشخص الذي جرحك بأفعاله السيئة لا يزال يؤثر بشكل كبير على حياتك؟ قد يكون لديك مشاعر من الغضب و الحزن، أو حتى الخيبة تجاهه. وقد يكون ذلك يسبب لك توترًا نفسيًا ويؤثرعلى حياتك اليومية
إذا كنت تجد نفسك تسترجع كل هَذِهِ اَلْمَشَاعِرِ اَلسَّلْبِيَّة والمعاناة عندما تلتقي بهذا الشخص، فهذا يعني أنك لم تسامحه بعد عليك أن تدرك أن المشاعر السلبية والغضب التي تشعر بها تجاه هؤلاء الأشخاص لا تؤثر إلا على صحتك النفسية وحياتك اليومية. قد يكون هذا الشخص قد تغير، أو ربما توفي منذ زمن، ولكن ما زلت تحمل ذلك في ذهنك وقلبك، مما يسبب المزيد من الألم في كل لقاء. عندما تقرر أنك لا تريد المزيد من هذه المشاعر الثقيلة، ولم تعد تريدها أو تحتاج إليها، فإنها تتلاشى تدريجيًا لأنك لم تعد تتفاعل معها. هذا هو المعنى الحقيقي للغفران والتسامح
التسامح يعني أن تلتقي هذا الشخص دون إلقاء اللوم على الماضي، والبدء في بناء علاقة جديدة مبنية على الشفافية والحب والاحترام المتبادل. المسألة ليست فقط في تغيير الآخر وصلح العلاقة معه، إِنَّمَا جَلْبُ اَلسَّلَامِ اَلنَّفْسِيِّ . جرِّب ذلك في كل مناسبة، فهو فرصة للتسامح والسعادة. اجلس مع الآخرين وانسَ الأحكام والمشاعر السلبية، وابتعد عن الحقد والكراهية. استمتع باللحظة واترك الماضي خلفك، فأنت تستحق السلام والفرح في داخلك. تذكر أن التغييرات الإيجابية تحدث عندما نبدأ بالنظر إلى الآخرين بعيون العطف والتسامح، ونقدر اللحظات الجميلة التي نعيشها سويًا بدون أثقال الماضي. ابتسم، وعيش اللحظة بكل ما تحمله من جمال وإيجابية، واستمتع بالحياة مع الآخرين بسعادة وقلب متسامح
هنا فيديو على قناتي في اليوتوب عن التسامح