الدعاء المستجاب: يبحث الكثير عن الدعاء المستجاب وعن أوقات استجابته، وكأن الله يكون أكثر استماعًا ورحمة في أوقات معينة. يجب أن نفهم أنه لا يوجد قيود زمانية ولا مكانية على استماع و استجابة الله لدعائنا
إن الله حاضر في كل لحظة وفي كل مكان،الله يسمع و يرحم في كل الاوقات و الاماكن لقوله تعالى “فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” . الدعاء هو وسيلة التواصل المباشر مع الله تعالى. فهو يمثل اللحظات التي يفتح فيها المؤمن قلبه وينطلق بكلمات صادقة نحو ربه، دون قيود زمانية أو مكانية. لذا يجب أن نتجاوز التركيز المفرط على الأوقات المحددة ونعبر عن توجهنا واحتياجاتنا لله بكل حرية في كل الأوقات دون قيود
يقول الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. في هذه الآية الكريمة، يعدنا الله تعالى بأنه قريب وأنه سيُجيب دعاء عباده إذا دعوه. تمثل هذا الوعد من الله للإجابة على الدعاء مصدرًا للتشجيع والراحة للمؤمنين. ولكن هناك شرط واضح، وهو أن يكون الدعاء محدثًا بإخلاص وصدق. عندما يقول الله “إذا دعاني”، فإنه يشير إلى أن الاستجابة تأتي بعد أن يُ الدعاء، لا يجب ان يقول الانسان ان الله يعلم بحالي ثم يسكت. وهنا يبرز أهمية الدعاء والإلحاح فيه. وفي نهاية الآية “لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، يشير الله إلى الهدف من هذه الاستجابة، وهو الإرشاد
إن الله يعرف بأننا في حاجة إلى هداية وتوجيهه في حياتنا. لذا يمكن أن تكون الاستجابة للدعاء على شكل إرشاد من الله لنا، حتى نتمكن من تحقيق ما نريد بطريقة صحيحة ومناسبة. عندما ندعو الله لأمور معينة مثل المال، فإن الاستجابة قد تكون من خلال توجيهنا إلى الطرق الصحيحة لتحقيق هذه الأمور، بدلاً من إعطاءنا المال مباشرة. وهذا يعكس رحمة الله وحكمته، حيث يسهل لنا الطريق ويوجهنا نحو الخير والنجاح
كن واثقًا في قدرة الله على الاستجابة وفي كرمه عليك. استلهم ثقتك من قصة سليمان عليه السلام عندما طلب من الله مُلْكًا لا ينبغي لأحد بعده، فقد أظهر لنا بذلك ثقته العمياء في كرم الله ورحمته. لقد كانت هذه الطلبية ليست مجرد جرأة في الدعاء، بل كانت تعبيرًا عن ثقته العمياء في قدرة الله على تحقيق ما يريده، وعن يقينه بأن ما عند الله لا ينتهي، وأن الله كريم في عطائه وسخاءه. فلنتعلم من قصة سليمان عليه السلام أن نثق تمام الثقة في الله، وأن نطلب منه بثقة ويقين بأنه يجيب دعائنا بحسب حكمته ورحمته
غالبًا ما تتغلب علينا أثناء الدعاء أفكار تشير إلى عدم استجابة الله لدعائنا، أو تشكيك في قدرتنا على أن نكون مستحقين لرزق الله. نجد في رؤوسنا شعورًا بعدم الاستحقاق أو بأن ما نطلبه كثيرٌ علينا. لكن يجب ألا ننخدع بهذه الأفكار التي تُزرع في رؤوسنا من قبل الشيطان. علينا أن نكون واثقين أن الله يحبنا ويرغب في خيرنا، وأنه إذا كنا ندعوه بصدق فإنه سيوفقنا ويستجيب لدعائنا. لذا، علينا أن ندعو ونتضرع إلى الله بدون خوف أو شعور بالذنب، وأن نثق أنه سيستجيب لدعائنا بما هو خير لنا
لا ينبغي لنا أن نحاول فهم كيف ستكون استجابة الله لدعائنا، فالله وحده يعلم ما هو خير لنا ومتى يجب أن نحصل عليه. ولا ينبغي لنا أن نشعر بالذنب أو القلق إذا لم يتحقق دعاؤنا بالشكل الذي نأمله، فقد يكون هذا جزءًا من حكمة الله وخطته لنا. فلندعو الله بإخلاص وثقة، ولنثق أنه يسمعنا ويريد لنا الخير، ولنترك الأمر بيد الله دون أن نحاول فهم كيف سيتم ذلك، فإنه وحده يعلم الطريق إلى سعادتنا وراحتنا النفسية
معنى الإيمان بالدعاء المستجاب يتمثل في تحسين الظن بالله والاعتقاد الثابت بأن الله سيستجيب لدعائنا. يعني الإيمان أن نتصرف ونشعر ونفكر وكأن ما ندعو الله به قد تمت استجابته بالفعل، وأننا نثق تمام الثقة بأن الله سيجيب دعائنا بما هو خير لنا. فعندما نمتلك الإيمان بأن دعائنا سيتم استجابته، فإننا نتصرف بثقة ويقين، ونعمل وفقًا لذلك الاعتقاد. نعيش وكأننا نمتلك ما ندعو الله به بالفعل، ونظل مطمئنين ومتفائلين بما سيأتينا من الله. لذا، الإيمان باستجابة الدعاء يعني أن نثق بقوة دعائنا، وأن نعيش وكأن الجواب قد حان بالفعل، مما يعكس ثقتنا العمياء في قدرة الله على تحقيق ما نريده ورحمته الواسعة. تجدون هنا فيديو عن حقيقة الدعاء المستجاب والتواصل مع الله
الدعاء المستجاب: كيفية الدعاء كما ذكر في قصة زكريا بدعاءه
أولا في الدعاء المستجاب:
الدعاء الخفي الذي ذكر في القرآن، عندما يقول: “إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا”. فهي تشير إلى أن الخفاء هنا لا يعني الصوت المنخفض، بل يشير إلى الانغماس العميق في الدعاء، حيث يكون الشخص في روح من الاقتراب والاندماج مع الله، كما لو كان يخاطبه بينما هو في انفراد تام
ثانيا في الدعاء المستجاب:
الصوم ، فهو يشير إلى الامتناع عن الكلام بينما يبقى الشخص مشغولا بالاستغفار والتسبيح. هذا لا يعني ترك الأعمال الضرورية أو الواجبات اليومية، بل يكون الصوم هنا رمزاً للانغماس العميق في الذكر والاستغفار، وتجنب الحديث إلا عند الضرورة، مع التركيز على ذكر الله كثيراً والتسبيح في أوقات الصباح والمساء
هنا مقال عن التسبيح و الذكر: طريق النجاة في مواجهة الضيق