التسويف يحدث عندما يكون لديك هدف كبير يتجاوز وضعك الحالي ويثير فيك شعورًا بالخوف. المشكلة ليست في عدم قدرتك على تحقيق الهدف. بل في تفضيلك البقاء في منطقة راحتك بدلاً من مواجهة التحديات المرتبطة بالوصول إلى ذلك الهدف. التسويف لا يعني الفشل، بل هو إشارة إلى أن هدفك ما زال حاضرًا في ذهنك، وأنك تفكر باستمرار في تحقيقه. في الواقع، التسويف يعني أن الهدف قريب جدًا منك. ولكن الطاقة التي تحتاجها لتحقيقه لا تتناسب مع وضعك الحالي لأنك لا تزال في منطقة الراحة
الخبر الجيد هو أن استعادة طاقتك والسير نحو هدفك ليس أمرًا معقدًا. الحل يكمن في اتخاذ خطوات صغيرة، حتى لو كانت بسيطة، نحو تحقيق هذا الهدف. لكل هدف طاقة خاصة به، ولكي تصل إليه، يجب أن ترفع طاقتك لتتماشى مع طاقته. على سبيل المثال، لا يمكنك أن تتمنى الحصول على سيارة فاخرة وأنت تخشى قيادة السيارات. في الحياة، كل شيء يعتمد على التوازن؛ أي شيء ترغب في تحقيقه يتطلب منك أن تكون على نفس التردد والطاقة الخاصة به
إذا كنت تطمح لشيء عظيم، فعليك أن تخرج من منطقة الراحة وتبدأ في رفع مستوى طاقتك تدريجيًا، حيث أن تحقيق الأهداف لا يتوقف فقط على القدرات، بل يعتمد أيضًا على التزامن بين طاقتك وطاقة الهدف
في العمق، التسويف ليس مجرد مسألة ضعف في الإرادة أو الكسل، بل هو نتيجة لعدة عوامل نفسية يمكن أن تعرقل تقدم الفرد. هناك ثلاث مشاكل أساسية تساهم في التسويف
الخوف من النجاح
غالبًا ما يكون لدى الشخص هدف كبير يطمح إلى تحقيقه، ولكن ما يعيقه هو الخوف من النجاح نفسه. قد يبدو هذا تناقضًا، ولكن النجاح قد يأتي بتوقعات وضغوط إضافية. الشخص المتسوف قد يشعر أن النجاح سيجلب معه مسؤوليات جديدة أو توقعات عالية قد لا يكون مستعدًا لها. الخوف من تحقيق الهدف قد يدفع الشخص إلى تأجيل العمل خوفًا من مواجهة هذا النجاح وما قد يتبعه. تجدون هنا كتاب جميل عن رواية لقصة حقيقة عن التغلب عن التسويف
الخوف من الأفكار الذاتية والنقد الذاتي
التسويف يمكن أن يكون وسيلة لحماية النفس من النقد الذاتي. في بعض الأحيان، تكون لدينا أفكار سلبية حول قدراتنا ومواهبنا، فنشك في قيمتنا أو كفاءتنا. ولتجنب مواجهة هذه الأفكار والانتقادات الذاتية التي قد تنشأ عند محاولة تحقيق هدف ما، نقوم بتعطيل أنفسنا عمداً. في هذه الحالة، التسويف يصبح آلية دفاعية لحماية النفس من انتقاد الذات. فنحمي أنفسنا من شعور محتمل بالفشل أو عدم الكفاءة
الخوف من المشاعر خلال العمل
خلال عملية العمل على مهمة أو مشروع، قد تنشأ مشاعر مثل الملل أو عدم الرضا عن الأداء. هذه المشاعر قد تكون مزعجة، ويشعر الشخص بالخوف من أن يواجه تلك المشاعر أثناء العمل. من خلال التسويف، يحاول الفرد تجنب هذا النوع من الانزعاج العاطفي الذي قد يظهر عندما يبدأ بالعمل. وهذا الخوف من مواجهة مشاعر سلبية قد يجعل الشخص يؤجل المهمة باستمرار بدلاً من التعامل مع تلك المشاعر وإيجاد حلول للتغلب عليها
التسويف ليس مشكلة سطحية تتعلق بتنظيم الوقت فحسب، بل يرتبط بعوامل نفسية أعمق مثل الخوف من النجاح، الخوف من النقد الذاتي، والخوف من المشاعر السلبية خلال العمل. لفهم التسويف والبدء في معالجته، من الضروري تحديد الأسباب النفسية التي تقف وراءه والعمل على تعزيز الثقة بالنفس وإدارة المخاوف بشكل فعال
تجدون هنا فيديو كيفية التغلب عن التسويف و الكسل