التسبيح والذكر:
يقول الله عز وجل لرسوله الكريم: “ولقد نعلمُ أنكَ يضيقُ صدركَ بما يقولونْ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السَّاجِدِينَ”. فإنه يعطي رسالة واضحة بأن الضيق النفسي والاضطراب العاطفي يمكن أن يكونا حاضرين حتى في أروع الأنفسْ.
في هذه الآية، نرى كيف ربط الله بين الضيق النفسي والتسبيح، ثم وَجَّهَهُ إلى التسبيح والسجود للتخفيف من هذا الضيق. ليُظهر بأن التسبيح وسيلة للنجاة من الضيقات التي يواجهها الإنسان في الحياة الدنيا. وتتجلى هذه الفكرة أيضًا في قصة ذا النون، حيث دعا في بطن الحوت قائلاً: “فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين”. لاحظ في قوله و كذالك ننجي المؤمنين، يُركز هذا النص على تأكيد أن الله يُنجي المؤمنين بالتسبيح والذكر، وهو قانون ثابت ومستمرحتى يوم البعث، لإزالة الكروب والهموم والأحزان من قلوب المؤمنين.
معنى عبارة “سبحان الله”: معناه تنزيه الله من كل نقص وعيوب، حيث الانسان الذي يُسبِّحْ يَعتَرِفْ بكمال الله وخُلْوِهِ من أي عيب أو نقص، مما يُثير في قلوب الناس الإجلال والتقدير لعظمة الله.
الفرق بين التسبيح والذكر:
الذِكر عمل عام يشمل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وغيرها من أشكال الذِكر. أما التسبيح فهو أكثر تخصيصًا، حيث يركز على تحية الله وتمجيده بالطريقة المخصصة له. لقوله: “يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذِكرًا كثيرًا وسبِحوه بُكرةً وأصيلًا.” فلم يجمع الله التسبيح مع الذكر بل ورد التسبيح بشكل خاص و في أوقات محددة في أوائل الصباح وأواخر المساء، في حِين يمكن ممارسة الذكر في أي وقت وحال.
تظهرالآيات الكريمة بوضوح أن التسبيح والذِكر لله لا يقتصران فقط على عبادات تمارس في الصلوات، بل هما قوانين ثابتَة وضعها الله لعباده لتحقيق النجاة من كل غمٍ و همٍ في جميع مراحل الحياة. هنا مقال عن الدعاء المستجاب
إنها دعوة لنا أن نعيش ونتأمل في عظمة الله ونكمل طريقنا بثقة ويقين. لنكن من المُسَبِحِين والذاَكِرِين، لنخطو بثبات وثقة في درب الحياة، ولنجد في كلمات التسبيح والذكر شفاءً وتأملًا، ولنعيش بقلوبٍ ممتلئة بالإيمان والرضا. فالله وعدَ بالنجاة والراحة لمن يذكره ويُسبِّحْهْ، وهذا الوعد لا يتغير مع مرور الزمن، بل يبقى ثابتًا لكل من يستجيب لدعوة الخالق الكريم. هنا فيديو توظيحي عن التسبيح و الذكر.